ألا تحزنون؟


>صباح الشوق ....!

في البدء تنتابنا مشاعر جارفة من المرارة والنقص. غيابهم ممض، وصورهم تبقى مطبوعة في الأماكن كلها. الشوق يزيد ويكبر ويكبر ثم ينكسر في أعماقنا. هل تذكر؟
كنا في أوائل موسم الغياب، تنهمر عبارات الحنين والاشتياق، تصل رسائلنا محملة بآثار الدّمع! حروف ممحية هنا، وأخرى بحبر أزرق باهت.
أين يذهب الشوق حين ينكسر مع الإمعان في الغياب؟
كيف يتحول القلب الطفل العاشق لقلب معطوب، ما عاد يطير فرحاً بذكر الحبيب، بل يلوي بعيداً
والقسوة التي خلّفها شجار سابق، أو اتهام باطل، أو جرح عميق تملأ خارطة الذكرى؟
ثمة أشياء صغيرة كانت تسعدنا, حلقاتنا في ليالي الصيف، وصخبنا، ثم طريق العودة والمرح المزروع في كل مفرق! أغنيات تافهة أضحكتنا ولم يكن جيراننا يملّون منها!
الخيبات الصغيرة التي كانت تتحول لموجات ضحك لا أدري منبعها.. لماذا كلّما عنّت على البال هربنا؟
هل قلوبنا من الجفاء بأن نختار الصمت على سماع أصواتهم؟
هل يكفي الدّعاء لهم بالسعادة والرّضى والتوفيق لقول كم نحبّهم؟!
أكاد أسمع صوتاً حبيباً يهمس: أهذا خيار؟ أحقاً هذا مصير الشوق الطويل؟ ألا تحزنون؟!
الحزن وحده لا يكفي… والبعد كما قيل جفاء! وفي القلب على الدّوام مكان للحب.

تعليقك هنا